لا شك في أن تلقي 11 هدفا في خمس مباريات فقط هو آخر ما يمكن أن يكون النجم الدولي جانلويجي بوفون حارس مرمى نادي يوفنتوس الإيطالي لكرة القدم ومنتخب إيطاليا معتاد عليه.
كان غضب وإحباط الحارس العملاق واضحين عليه أمس الأول الأحد فيما بين شوطي المباراة عندما أمضى بضع دقائق قليلة في غرفة تغيير الملابس مع تخلف فريقه بهدف أمام ليتشي صاحب المركز الثاني من القاع بمباراتهما بالدوري الإيطالي.
ولكن لاشك في أن شعور بوفون بالمرارة ازداد عندما تمكن ليتشي من إدراك التعادل مع يوفنتوس في الوقت المحتسب بدلا من الضائع خلال تلك المباراة بعدما كان المخضرم بافيل ندفيد قد سجل هدفين لأصحاب الأرض.
وعمق التعادل 2/2 مع ليتشي من جراح يوفنتوس الذي واجه عدة مشاكل هذا الموسم مما أثار التساؤلات حول بقاء المدرب كلاوديو رانييري مع الفريق خاصة مع الصعوبة التي يواجهها يوفنتوس حاليا في الاحتفاظ بمركزه الثالث المهم بترتيب الدوري الإيطالي قبل أربعة أسابيع على نهاية الموسم.
وحتى أواخر آذار/مارس الماضي ، كان يوفنتوس هو المنافس الوحيد المعقول لإنتر ميلان على اللقب.
ولكن الآن وبعد تعرضه لهزيمة واحدة وأربعة تعادلات ، من بينها ثلاثة تعادلات أمام فرق متواضعة ، يجب على يوفنتوس أن يعمل الآن على استرضاء آلاف المشجعين الذين باتوا يرددون الهتافات الساخرة ضد فريقهم مع بحثهم المستمر عن كبش فداء بين اللاعبين أو الجهاز الفني أو مجلس الإدارة.
وقال رانييري: "دائما ما يحاول المدرب الدفع بأفضل تشكيل لديه .. وبعدها يتحمل المسئولية إذا لم تسر الأمر بشكل جيد. بالتأكيد أود البقاء مع يوفنتوس ، لا شك في ذلك ولكن إذا لم تسر الأمور على ما يرام ، كما أوضحت لنا الجماهير ، فسيكون علي أن أعود إلى دياري".
ومازال يوفنتوس متقدما بفارق خمس نقاط أمام فيورنتينا صاحب المركز الرابع بترتيب الدوري الإيطالي ولكن الخوف والترقب بدآ ينسجان العديد من السيناريوهات للفترة المقبلة حيث يلتقي يوفنتوس في الأسبوع المقبل مع آيه سي ميلان الذي انتزع منه المركز الثاني مؤخرا ومازالت تحدوه بعض الآمال الضعيفة في تعويض فارق السبع نقاط الذي يفصله عن المتصدر إنتر خلال الفترة القصيرة المتبقية من عمر الموسم.
وبالهبوط إلى المركز الرابع بترتيب الدوري الإيطالي سيفقد يوفنتوس فرصة التأهل المباشر لبطولة دوري أبطال أوروبا بالموسم المقبل وسيضطر لخوض الدور التمهيدي للبطولة الأوروبية في آب/أغسطس مما سيجبر الفريق بالتالي على بدء معسكره الصيفي في وقت مبكر ، وهو آخر ما يحتاجه فريق كبير أثناء استعداده لموسم جديد.
أما الكابوس الحقيقي الذي يخشاه يوفنتوس فهو الهبوط للمركز الخامس مع احتلال جنوة لهذا المركز حاليا بفارق نقطة واحدة خلف فيورنتينا والذي سيضمن له المشاركة في بطولة دوري أوروبا ، وهي البطولة الجديدة التي ستحل محل بطولة كأس الاتحاد الأوروبي الأدنى درجة من دوري الأبطال بداية من الموسم المقبل.
ويعد أكثر ما يحير المحللين الرياضيين حاليا هو كيف تحول يوفنتوس من فريق صلب وموهوب قادر دائما على التغلب على مشكلة تعدد الإصابات بين صفوفه إلى مجموعة من اللاعبين أصحاب الأفكار والطاقات المحدودة على الملعب.
ولم يتمكن خط الهجوم الناري المكون من فينتشينزو إياكوينتا والبرازيلي أماوري وقائد الفريق أليساندرو ديلبييرو ، الذي سدد تصويبة صاروخية في القائم من ضربة حرة مباشرة ، في تقديم شيء ذو معنى خلال الشوط الأول من مباراة يوفنتوس أمام ليتشي.
وبدا ماورو كامورانيزي وكريستيانو زانيتي تائهين في خط الوسط ، بينما يوجد لدى مدافعي الفريق الكثير ليلومون أنفسهم عليه بعد الهدفين اللذين سجلهما الفريق الزائر عن جدارة.
وعادة ما يصعب إيجاد المبررات في كرة القدم لذلك فقد بدا رانييري ، الذي ينتهي عقده مع يوفنتوس في 2010 ، عاجزا عن الكلام بعد المباراة.
وقال رانييري: "الآن أود أن أتحدث مع الفريق .. لأنهم يبرعون أثناء التدريبات ثم لا أعرف ماذا يحدث لهم لاحقا أيام الآحاد على أرض الملعب".
وكالمعتاد في عالم الرياضة ، فإن أفضل علاج للأزمات هو تحقيق الفوز ويجب على يوفنتوس الاعتماد على نفسه تماما لعلاج ما يبدو حاليا كأسوأ موسم بالنسبة له منذ عام 2006 ، عندما أنزل الفريق لدوري الدرجة الثانية الإيطالي لدوره في فضيحة التلاعب في نتائج المباريات بدوري الدرجة الأولى.